2012-04-30

قصيدة " آخر العشاق " للشاعر الكبير أحمد بخيت

وقفت تعاتبني وفوق شفاهنا
طعم الأسى ومرارة الإخفاق
فأنا ما أزال أنا كما أحببتني
أتري نسيت الحب بعد فراقي
فأنا ما أزال أنا فأي حبيبة
أنستك جو حياتي ودفيء عناقي
يا حبيبتي
أنا أنتمي للعاشقين كما أنا
وكما يلاقى العاشقون ألاقى
عيناك يا قمري البعيد خرافة
وأنا الذي دفعت ضريبة الأشواق
قلبي التي أرخصت أروع ما به
لن تفتنيه بوعدك البراق
قلبي كمنديل الوداع مبللا
بمدامع مجهولة الأحداق
وبه من الإرث القديم نبوءة
عملاقة كطموحي العملاق
من صلب هذا الشعب يولد شاعرا
سيغير التاريخ بالأوراق
أن تؤمني بالحب أو لا تؤمني
حسبي بأني أخر العشاق
لما إصطدافتنى السماء
تعلقت بعض النجوم على خيوط ثيابي
وبكيت من فرحى بمولد أحرفي
وكتبت أغنيه بلون عذابي
وحملت تاريخ العصور على يدي
وسألت ما أخبارهم أحبابي؟
ها أنا والأغنيات على فمي
وجميع أوسمه الهوى بكتابي
أغلي من الدر النبيل مدامعي
وأعز من تاج الملوك ترابي
بالأمس عشتى على ضفاف محبتي
ومرحتي كالأطفال تحت سحابي
حواء يا جرحى
يا سكينتى ويا توبتي وغوايتي وعقابي
طيري إلى الثمر البعيد
ولتهجري الفردوس دون إياب
كل الينابيع التي فجرتها
سوف تجف بعد غيابي
وغدا إذا سحب الربيع رداءه
وبكيت أمجاد الجمال الكابي
لن يذكر العشاق غير حبيبة
بدأت بعينيها طقوس شبابي
لم يبق منها غير ظل حبيبة
وقصيدة مجروحة الأعصاب
اليوم...تلو اليوم,كيف أتيتني؟
ووقفتي راعشة الشفة أمامي؟
أتعبت فارسك الجديد وجئتني
كي ترقصي طربا أمام حطامي
مازلت واهمة.. فليس لمؤمن
أن يستطيب برودة الأصنام
في مهرجان الحب لست ضحية
كي تحلمي يوما بنبش عظامي
قولي لفارسك الجديد
أنه لم يمتلك الإ فتات طعامي
أو علبة التبغ التي أشعلتها يوما
ومرت فوقها أقدامى
أنا لم أهنك بأي حرف قولته
ولكني بكى أهنت كلامي
شكرا....
شكرا لطعنتك التي ما مزقت نبلى
ولكن مزقت أوهامي
حولتني من عاشق متأنق
لمقاتل يمشى على الألغام
أنسيته شفة الحسان
لكي يرى نبل الفقير ودمعة الأيتام
فلتستريحي الآن
لست بحاقد كي تزرفي بعض الدموع أمامي
أصبحت في عيني روحا ميتا
وأنا أجل عن الرفاة سهامي
الآن تنقسم الدروب أمامنا
فدعي الغريب لرحلة الأيام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق