2015-11-24

صدور ديوان ( ضفاف التوقد) للشاعر ياسر الششتاوي



صدر الديوان السادس للشاعر ياسر الششتاوي بعنوان( ضفاف التوقد) عن دار اقرأ ، والديوان من شعر التفعيلة ، ويحتوي على خمس عشرة قصيدة، ومن أجواء الديوان من قصيدة ( هي الأرض) يقول الشاعر:
هي الأرض
أضحت ظلاماً 
تزغرد فيه الذئاب
بما يملكون
فكم مزقوا
في كتاب التعمق
كي ينتهي من مدانا
شروق الرشادْ
هي الأرض
ظل الجميع
فهل ستضيق بنا ؟؟
أم سنفعل
ما تستريح به أعينُ الوقت ؟
هل سوف نبلغ أنفسنا ؟
ربما نستطيع
فإن عناق الحقيقة زادْ
هي الأرض
أمّ المشاكل منذ هبطنا لها
والتواريخ تشهد
حتى الجمادْ
ويذكر أن الشاعر ياسر الششتاوي قد حاز على العديد من الجوائز منها:
1ـ المركز الأول في الشعر من قصر ثقافة كفر الشيخ 2002م
 2ـ جـائـزة مركـز رامتان الثـقـافي( متحـف طه حسين )في الشعـر أعوام 2009م و2010م و2012م و2013م و2014م و2015م
3 ـ المركز الأول في مسابقة (مظاهر الحياة في الصعيد) في الشعر من جريدة أخبار الأدب ومؤسسة المصري لخدمة المجتمع 2011م
4 ـ المركز الأول في مسابقة دردشه شعرية عن قصيدة (شمس العروبة) من موقع ( دردشة ـ الجزيرة الخضراء ) 2011م
5 ـ جائزة مسابقة " كتاب الجمهورية " في الشعر عن ديوان ( رحم الثورة ) من جريدة الجمهورية 2012م
6ـ جائزة طنجة الشاعرة عن قصيدة " إلى ما لديك " 2012م
7ـ جائزة مركز رامتان الثقافي ( متحف طه حسين ) في القصة القصيرة2012م
8 ـ جائزة مختبر السرديات في القصة القصيرة جداً من مكتبة الأسكندرية 2013م
9ـ جائزة مسابقة ملتقى الصعيد الثاني في أدب الطفل عن مسرحية ( القردة ملكة الغابة) 2014م
10ـ جائزة أفضل قصيدة عن البطالة بعنوان ( البطالة تخنق) من موقع ( دردشة ـ الجزيرة الخضراء )2014 م

2015-08-14

المضيعاتي ... أدب ساخر بقلم : ياسر الششتاوي

المضيعاتي... أدب ساخر
مل من زوجته والعيشة معها، والعجيب أنها كلما ترتفع درجة الملل لديه ، يزداد حبها له ، وكلما يبتعد تحاول الاقتراب منه أكثر ، لم يحدث في أي خصام أن بادر هو وقام كي يصالحها ، دائما هي من تذهب كي تصالحه ، فيشعر بالزهو كأنه طاووس ابن طاووس!!
يريد أن يأخذ منها أجازة ولو ليوم أو يومين ، ولكنه تتشبث بالشقة والجلوس على قلبه ، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ، يسمع كثيراً عن الزوجات التي تغضب من زوجها بالشهر والاثنين ، وتمنى لو كانت زوجته من هؤلاء، فمنذ تزوجا لم تغضب ولا مرة واحدة ، مع أن زوجها ليس ملاكاً بل يشخط ، ويشخر ، وفيه كل العبر ، ولكن تغفر سيئاته ، وتتحمل ، هل نقول أنها تتحمل من أجل الأولاد ؟ لا فهما لم ينجبا حتى الآن ، إذن ما الذي يصبرها على هذا الأقرع!!
صمم الأقرع أنه لابد أن تذهب إلى بيته أهلها مهما يكن ، ولكن كلما يقول لها الباب يفوت جمل ، تقول له المثل يقول جمل وليس جملة، ثم تضيف ضاحكة : بالسلامة يا جملي في أي وقت.
فكم مرة تشاجرا، ويزق فيها كي ترحل ، ولا ترحل ، وتدعى أنه أغمى عليها ، كي يتركها ، ولا يواصل جنونه ، وبالفعل كانت تنجح خطتها.
قرر في يوم أن يفعل شيئاً سوف يجعلها تترك البيت ، وتفر على بيت أمها صارخة ، ليس ضرباً ، ولا سواه ،ولا شتيمة ولا شخر ، إنها الحيلة والمكر والدهاء هو ما ينفع مع الزوجات.
دخل عليها الشقة مدعياً أن في جيبه قنبلة سوف تنفجر حالاً ، في جيبي قنبلة سوف تنفجر ، في جيبي قنبلة سوف تفجـ ... تركت له الشقة ونزلت مهرولة ، وتكاد لا ترى أمامها من شدة الخوف والفزع ، فمجرد أن نزلت من على السلم، راح يضحك ويضحك ويثني على ذكائه ، ثم أغلق الباب ، وأحس أنه أصبح حراً ، وأنه عاد لنفسه.
انتظرت زوجته بالقرب من العمارة ، تتوقع أن يحدث الانفجار في أي لحظة ، وهي تبكي على مصير زوجها: زوجي حبيبي زوجي حبيبي ، بينما هو يغط في نوم عميق
مضت الدقائق ولا انفجار ولا غيره حدث، تواصل النظر إلى الشقة ، ولا أي بصيص لأي خطر ، فكادت أن تنفجر من طول الانتظار ، وبعد فترة تأكدت أن زوجها قد فعل بها مقلباً كبيراً ، وأنه سوف يدعي كما يدعي دائما أنه حبها له مجرد كلام في كلام ، وما حدث هو الدليل ، راحت تتجه نحو شقتها وهي في قمة الغيظ من زوجها ، ولكنها مع كل خطوة كانت تسأل ماذا لو وصلت له وانفجرت القنبلة بمجرد وصولي ، هل أرجع؟ لا لا سوف أواصل الصعود وليكن ما يكون
راحت تطرق الباب ، فقام زوجها من نومه ، ونظر من العين السحرية ، فأحضر باذنجانة من الثلاجة ، وبمجرد أن فتح لها ، ألقى الباذنجانة في وجهها، فتراجعت مذعورة ، وظنت أنه ألقى القنبلة عليها، وكان من خلفها السلم ، فراحت تدحرج عليه كالكرة حتى كسرت قدمها ، ومن شدة الوجع راحت تصرخ قائلة ،والله لن أتركك ، والله لن أترك ، لازم أوديك في مصيبة!!
اتصل بأمها ، وراحوا إلى الطبيب ، وتم تجبيس قدمها ، وأصر أن يأخذها إلى بيتها فلقد شعر بالذنب على فعل ، ورأى أن تكفير هذا الذنب يقتضي منه أن يستمر معها ،وأن يخدمها في ظروف مرضها، ولكنها رفضت بشدة ، وكذلك أمها ، وأخوانها، فلم يستطع إلا أن يرضخ لهم، عاد إلى البيت ، يوم ويومان وثلاثة ..... الخ أحس بالوحشة والفراغ ، وخاصة أنه كان يطمئن عليها في بداية الأمر بالتليفون ، ثم لم تعد ترد على تليفوناته ، وكلما يذهب كي يحضرها ترفض المجيء، والعيشة معه، وتدعى أنها مازالت تحتاج إلى رعاية وعلاج، ثم أصبحت في عافية وصحة تمام ، وانتهت فترة العلاج، وعادت أحسن مما كانت، فذهب كي يصالحها ، ويحضرها إلى عش الزوجية ، لكن رفضت وكانت المفاجأة أنها طلبت الطلاق ، فلقد أحبت في فترة مرضها جار لها، كان كل مناه أن يراهامن البلكونة علي الكرسي المتحرك ، وأمام إصرارها لم يجد أن من الرجولة العيش مع من لاتريد العيش معه ، خاصة بعد مناشدات أهلها بالعودة له، ولكنها كانت تمتلك إصراراً عجيباً على ما في رأسها ، ورأت ما في رأسها هو الأصوب.
تم الطلاق ولم يعد لحبه في داخلها أي أثر ، بل أصبحت تكرهه أشد الكره ، وتم زفافها على جارها، فحزن الأقرع حزناً شديداً ، ثم أصابته لوثة ، فكان يكلم نفسه ، وأصبح يذهب إلى دار زوجها الجديد ، ويجلس تحت شباكها قائلاً ، كانت معايا وأنا اللي ضيعتها ، كانت معايا وأنا ضيعتها
لم يجد زوجها الجديد من مناص إلا أن يترك القرية لهذا المجنون ، وخاصة أنه جاءه عمل جديد في المدينة، ولكنها مازال يذهب إلى بيتها ، ويزداد جنونه،وأصبح الناس يسمونه المضيعاتي نظراً لأنها دائما يردد كانت معايا وأنا اللي ضيعتها ، فصارت قصته عبرة لكل زوج يحيد عن الطريق
تزوجت منذ فترة وأشعر بالملل، ولا أعرف كيف أتخلص من زوجتي لو ليوم أو يومين ، ولكن أخاف أصبح مثل المضيعاتي وكلما أفكر في إجازة زوجية ، تقف أمامي صورة المضيعاتي، بملابسه الرثة، وإثارته للشفقة ، فأستقيم على صراط الحياة الزوجية، بدلاً من أن أصبح مضيعاتي جديد!!

كرموا الراقصات ... شعر: ياسر الششتاوي

كرموا الراقصاتْ
واقتلوا في شموس العقول
إذا نبتت في يد المعجزاتْ
كرسوا للتفاهة
حتي المجون
ولا تنقذوا السوسناتْ
وطنٌ من نفاقٍ
ومن كذبٍ
والفساد به
مثلماالصالحاتْ
كرموا الراقصاتْ
هزة الخصر
أثمن من ألف ألف اختراعٍ
وفيها الهدى
وبها تنزل البركاتْ
لك
أن تتفحم بين المراجع
تبحث عن حل مشكلةٍ
عن خفايا الحياةْ
تتفحم
في صحبة الجد
والعائد المرتجى
لا يجيء
ولا تنصف السنواتْ
تبذل العمر
في مسلكٍ ينفع الناس
والناس في بلدي
لا تحب اكتساب النجاةْ
الناس في بلدي
يرقصونْ
يهتفونْ
ولهم أسوأ الشطحاتْ
أسخر الآن
أم أتباكى
على قمرٍ
في أيادي البلاد مريضٌ
يعالج بالترهاتْ
كرموا الراقصاتْ
لا مجالَ
لتكريم من يزرع النور
لا
أو لمن يتفوق
إلا الذي قد تفوق في الزيف والمنكراتْ
ذاك حزني
على حالنا
قليلٌ عليه البلاغة
أو معجم الحسراتْ
كنت أحلم
أن يغتدي وطني
فارساً
أبيض الطرقاتْ
كنت أحلم
أن يغتدي وطني
للذين بإنجازهم
يقطعون يد الظلماتْ
إنما هو
للسارقين
ومن يقتلون شذى الثوراتْ
وطني
ليس للفقراء
ومن يكدحون
أما قلت
إن بلادي
لمن يرقصون
ومن تركوا في الملاهي لهم بصماتْ
كرموا الراقصات
وأعيدوا لهم حقهم
قبل أن تتبخر أعمارهم
في عناق العراةْ
قدوة الجيل هم
فلهم في التعري
فصول
بها نتعلم
ما تشتهي أخبث الشهواتْ
هذه هي أخلاقنا
كم أخاف الإجابة
أم هذه
أول اللعناتْ
هذه هي أخلاقنا
كم بمصر
من المضحكاتْ
كرموا الراقصاتْ
واجعلوا الرقص
كأس انتشاء بخيبتنا
كي نكون
جديرين بالسقطاتْ
أين يا ناس نخوتنا
ولماذا
نشوه مسلكنا
لتموت الفضائل
في الفلوات
وطني
لا تكن أسود القلب والخطواتْ
وطني
كم نعاني
من العيش فيك
ومن قاتلي البسماتْ
ثم
ها أنت تصفعنا
من جديدٍ
على ربوات قفانا
بدون حياءٍ
ولا خشيةٍ
تطعن المثل المُتأسّى
أمام عيون البناتْ
إنني أتفاخر
أن يهتدي الكون بي
في امتلاك التقدم
في روعة الثمراتْ
وأظل على خجلٍ
مثلما الجمر
أن كنتُ
من وطنٍ
كرم الراقصاتْ
وله علماء
بكل البقاع
يذوقون مر الشتاتْ
وبه كم عباقرة بيننا
والمشاعل تحسبهم
أعظم الثروات
إنما لا نراهم
ولا نحوهم
نطلق النظراتْ
إنما لا نرى
غير أرداف راقصةٍ
وبها نتباهى
أمام انحرافاتنا
حين نخرج كشف حسابٍ
لما في الجعاب
من النزواتْ
ألف شكرٍ
لمن وضحوا الصورة الآن
في عيننا
لنعود لنبض الحقيقة
يمكن إنقاذها
قبل أن تتحول راقصةً
في حمى الأغواتْ
أيها الوطن المتناقض
شكراً
علي العيش في أسفل الفعل
والوأد للصرخاتْ
لك ناسٌ
وناسٌ
وتنسى المساواة
في العطف والقبلاتْ
يرقصون
فتأتي الملايين
تأتي الهباتْ
ونكافح نحن
فلا نجتني
غير بعض الفتاتْ

2015-07-13

الكاتب ياسر الششتاوي ينتهي من كتابة رواية ( نبض الحديقة)

انتهي الكاتب ياسر الششتاوي من كتابة رواية (نبض الحديقة ) والرواية تدور أحداثها في حديقة حيوان جديدة افتتحها رئيس الجمهورية المغرم بالحيوانات، وأهم حدث أثناء افتتاح الحديقة هو مقابلة الرئيس لسيد الفأر عامل البوفيه الذي أخذه الرئيس معه ، ليعد له الشاي والقهوة.
ويحاول الكاتب استنطاق الحيوانات وهي في الأسر كما حدث مع الأسد، وفي الحديقة تتعرف أسرتان على بعضهما البعض، أسرة مسعود بائع الألبان الذي يريد أن يتزوج على زوجته لأنها لم تنجب إلا بنتاً واحدة ،وهو يريد الولد، وكل هذا مجرد تكأة لإرضاء شهواته الجنسية الماجنة ، أما الأسرة الثانية فهي أسرة جابر الذي يعمل سباكاً، وعندما فشل مسعود في الزواج بامرأة فاتنة رآها في الحديقة ، أراد أن يلعب برأس زوجة جابر صديقه الجديد ، وحاول التحرش بها عندما اجتمعت العائلتان في زيارة ثانية للحديقة يوم شم النسيم، فانهال جابر وابنه ضرباً على مسعود.
وهناك محور آخر في الرواية وهو قصة الحب بين نورهان ابنة مسعود وسمير ابن جابر ، وكانت قصة حبهما على ما يرام ، ثم بعد ما حدث من مسعود تجاه زوجة جابر ، تم قطع العلاقة بينهما من جانب نورهان ورأت أنه من العقل عدم التمادي في تجربة لن تنجح.
وفي نهاية الرواية يعود سيد الفأر إلى عمله في الحديقة بعد موت الرئيس في ظروف غامضة، ويحكي عما حدث له في قصر الرئاسة.

2015-06-28

بيض مفقوش ...أدب ساخر بقلم: ياسر الششتاوي


هي مدرسة، تعطي المدرسة حقها، وتلتزم في مواعيدها، وتجتهد في القراءة والتحصيل، وتجديد معلوماتها،ولكن الإنسان لا يمارس كل أشياء حياته بمستوى واحد، فهي كسولة في شئون منزلها، وخاصة الطبخ،وإعداد الطعام، لكنها لم تكن هكذا، بل الظروف هي التي جعلتها تضع الطبيخ في آخر اهتماماتها .
كانت قبل التعيين بالمدرسة تهتم بالطبخ، وتتفن في صنع المأكولات والحلويات، ورأت أن هذا الانشغال وسيلة جيدة تقضي فيها وقتها، وقد هيأت نفسها أن تكون ست بيت مع مرتبة الشرف الأولى.
يوم وراء يوم وكرش زوجها يزيد، حتى سخر منه زميله في العمل قائلاً: أنت مش ملاحظ عليك حاجة .
استغرب من سؤاله، وظن أنه ربما قد فعل فعلاً قبيحاً ولا يدري، فقال له وقد ألف تهريج زميله: لا مش ملاحظ .
فانفجر زميله في الضحك : أنا بقى ملاحظ.
في تعجل: ملاحظ أيه.
 ضاحكاً قال له :أنت حامل بدلاً من مراتك.
فقال له في اعتزاز بكرشه: يا غبي يا من لا تفهم في أنواع الكروش هذا الكرش كرش عز، مش زيك مش لاقي وناشف على عودك.
***
المدرسة هي أول اهتماماتها ، بل هي كل حياتها، وبعدها يأتي شغل البيت، فالمدرسة هي التي صنعت لي قوة في الأسرة، وتأثير بما تعود به عليهم من دخل بالإضافة إلى الدخل الأكبر من الدروس الخصوصية، تلك الدروس التي تأكل وقتها ولا يتبقى إلا القليل لزوجها وبيتها وأولادها.
في الصباح تعد السندوتشات لأبنائها من البيض المفقوش، أما هي فتفطر في المدرسة عندما لا يكون عندها حصص أساسية أو احتياطية، وزوجها المسكين يستقيظ من النوم بعدهم بساعة أو أكثر قليلاً،ليذهب إلى عمله ، فلا يجد أمامه سوى أن يصنع لنفسه كوباً من الشاي مع بعض الكيك أو البسكويت في أغلب الأحوال، وفي بعض الأيام قد يتأخر في النوم، ولا يجد من يوقظه، بعد أن يسكت المنبه، فيذهب إلى العمل مسرعاً على لحم بطنه!!
يذهب إلى العمل جائعاً أو في طريقه إلى الجوع، فماذا يفعل كوب من الشاي لجسمه الضخم،حتى لقد بدأ وزنه ينزل شيئاً فشيئاً منذ عينت زوجته في المدرسة،
فسأله زميله مشيراً إلى كرشه: أين ذهب العز؟؟
فرد عليه متعللاً: أنا في ريجيم قاسي.
وراح يردد في نفسه: قاسي قاسي قاسي.
 ولكنه لا يستطيع أن يتكلم، هو يتألم في صمت، فالزوجة تجلب له أموالاً من عملها، ولقد خيرته في إحدى مرات الشجار بينهما بين العمل في المدرسة والجلوس في البيت كنوع من التهديد،فأختار عملها طبعاً، إذ كيف سيواجه كل هذه المطالب والمصاريف وحده في ظل ارتفاع جنوني في الأسعار ؟!!كما أنه يريد أن يقيم مشروعاً خاصاً به في المستقبل،ويجب أن يضعا القرش على القرش حتى يوفرا رأس المال لهذا المشروع، ومن يومها لم يعد يفتح فمه، وعزى نفسه بأن حاله أحسن من حال أناس كثيرين، وأن عليه أن يضحي كي تسير سفينة حياتهما ، ويستطيعان تربية الأولاد في هذا الزمن الصعب!!
لكن الأولاد لم يكن هناك ما يمنعهم من التمرد ، وطلبوا من أمهم أن تعتني بأكلهم وشربهم إلى حد ما، ولا تتركهم هكذا يعيشون على الأكل الخارجي، وكانت أسوأ الوجبات عندهم هي وجبة الغداء، فالأم تحضر من المدرسة منهكة ، وبعد الغداء تذهب لدروسها الخصوصية،فأسهل أكل يمكن أن تقوم به بيض مفقوش وأرز، وطوال الأسبوع يظل البيض المفقوش والأرز يحتل وجبة الغداء.
ملّ الأولاد من ذلك بينما كان الأب يأكل على مضض، ولكنه فرح جداً عندما أحس ببوادر تمرد الأولاد على البيض المفقوش والأرز ، وقال لنفسه : هل ستكون ثورتهم ثورة حقيقية ؟ أم أمهم ستخمد ثورتهم ؟ إنها خبيرة في إخماد الثورات فكم أخمدت لي من ثورات، وما زالت!!
تذكر الزوج قصة كان قد درسها في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي ، وهي تحكي عن قصة أرنب مل من أكل الخس والجزر يومياً، فصاح في وجه أمه قائلاً : في المساء خس وجزر وفي الصباح خس وجزر.
راح يردد للأولاد في الصباح شاي وبسكويت،وفي الغداء بيض مفقوش وأرز.
يجب أن تثوروا ضد أمكم، فقال له الأولاد: لا تقل هذا يا أبي ، قل في الصباح سندوتشات بيض ، وفي الغداء بيض مفقوش وأرز ، فتعرف أننا مصدر الثورة وليس أنت المحرض فتغضب عليك
فقال الأب شاعراً بالامتنان: فعلاً يا أولادي ما أجملكم، تخافون على أبيكم من غضبة أمكم ، ثم قال لنفسه :وأكيد لو غضبت فإن في هذا نقص من المرتب.
ثم قال لهم مشجعاً: ثوروا يا أولاد من أجل طعامكم ،وارفضوا البيض المفقوش ،وقولوا يسقط البيض المفقوش يسقط يسقط ،وأنا سوف أظل أراقب من بعيد.
راح الأولاد يرفضون البيض المفقوش والأرز ، ورفضوا أن يمد أيديهم له، وأضربوا عن الطعام،فغضبت الأم غضباً شديداً، وراحت تضربهم ، وتشتمهم، وتتوعدهم بالمزيد،لأنهم رفضوا نعمة ربنا، ثم قالت لهم: ألا تشاهدون عدد الشحاتين في الشوارع ؟! غيركم يتمنى أن تكون حياته كلها بيض مفقوش وأرز.
أصر الأولاد أن يكملوا الطريق وألا يتراجعوا في منتصف الطريق،وإلا ذاقوا ما هو أسوأ من البيض المفقوش،وكلما ترى إصرار الأبناء تنهار قسوتها عليهم، وأخيراً حنّ قلبها على أبنائها،ورقت لحالهم، فهي تتعذب من عذاب أبنائها نفسياً ، أكثر مما يتعذبون من جوعم!! وكان الأب يلاحظ ويراقب وهو في سعادة بالغة مما فعله أبناؤه ، وعجز هو عنه!!
قررت أن تحضر غداً من المدرسة مبكراً،وأن تخرج الأولاد من إضرابهم، وتعد لهم صينة بطاطس باللحمة في الفرن، وكانت في غاية السعادة لأنها سوف تفاجيء الجميع بعودتها لأمجادها المطبخية مرة أخرى!!
جاء الأولاد من المدرسة، فشموا رائحة اللحمة بالبطاطس تحتل الشقة، وتنشر فيها رائحة أروع من رائحة أجمل عطر فرنسي،فظنوا لأول وهلة أن هذه الرائحة من بيت جارهم ، لكنهم أكدوا لبعضهم البعض أن الخبر قادم من مطبخهم، فقال أحدهم،هل غداً هو يوم العيد؟!!
وعندما جاء الأب من العمل، ودخل الشقة، وشم رائحة ، ظن أنه دخل شقة غلط، ولكن الأولاد أكدوا له أنها شقتهم، فابتسموا وضحكوا، وأكلوا، والبهجة على وجوههم، فهل تستطيع أن تفعل هذا كل يوم؟!! لم يسألها أحد هذا السؤال، ربما لشدة النشوة بما حدث، ولكن واحد من أبنائها بعد أن أكل اللحم بالبطاطس في الفرن، لم يشبع كما كان يشبع مع البيض المفقوش المخلوط الأرز ، فطلب من أمه أن تعد له بيض مفقوش وأرز، فضرب الأب كفاً بكف قائلاً : لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، لقد أدمن الأولاد البيض المفقوش بالأرز.


2015-01-29

السبت حفل توقيع( قبس محتمل) للقاص ياسر الششتاوي


يوقع القاص والشاعر ياسر الششتاوي مجموعته القصصية ( قبس محتمل ) الصادرة عن دار غراب للنشر يوم السبت 31 يناير بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بجناح دار غراب للنشر صالة رقم 2 الساعة الثالثة ظهراً، وسبق أن  أصدر ياسر الششتاوي أربعة دواوين شعرية بالفصحى وله ديوان خامس بالعامية المصرية وقد حصد العديد من الجوائز منها:

1ـ المركز الأول في الشعر من قصر ثقافة كفر الشيخ 2002م

 2ـ جـائـزة مركـز رامتان الثـقـافي( متحـف طه حسين )في الشعـر أعوام 2009م

  و2010م و2012م و2013م و2014م

3 ـ المركز الأول في مسابقة (مظاهر الحياة في الصعيد) في الشعر من جريدة أخبار الأدب ومؤسسة المصري لخدمة المجتمع 2011م

4 ـ المركز الأول في مسابقة دردشه شعرية عن قصيدة (شمس العروبة) من موقع ( دردشة ـ الجزيرة الخضراء ) 2011م

5 ـ جائزة مسابقة " كتاب الجمهورية " في الشعر عن ديوان ( رحم الثورة ) من جريدة الجمهورية 2012م
6ـ جائزة طنجة الشاعرة عن قصيدة " إلى ما لديك " من المغرب 2012م
7ـ جائزة مركز رامتان الثقافي ( متحف طه حسين ) في القصة القصيرة2012م
8 ـ جائزة مختبر السرديات في القصة القصيرة جداً من مكتبة الأسكندرية 2013م
9ـ جائزة مسابقة ملتقى الصعيد الثاني في أدب الطفل عن مسرحية ( القردة ملكة الغابة) 2014م
10ـ جائزة أفضل قصيدة عن البطالة بعنوان ( البطالة تخنق) من موقع ( دردشة ـ الجزيرة الخضراء )2014 م