2012-04-08

المركز العربيّ يعلن عن موضوعي الجائزة العربيّة لعام 2012/2013

أعلن الدكتور عزمي بشارة المدير العامّ للمركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات في الدوحة عن الموضوعين اللذين اختارتهما لجنة المسابقة العربيّة للعلوم الاجتماعيّة والإنسانية محور المنافسة بين الباحثين للفوز بالجائزة للعام الأكاديمي 2012/2013. وسيكون الموضوع الأوّل في العلوم الاجتماعيّة عن الاندماج الاجتماعيّ وعمليّة بناء الدولة والأمّة، وموضوع العلوم الإنسانيّة هو الإجابة عن سؤال: ما العدالة؟ وستمنح مثل العام الحالي ثماني جوائز بواقع أربع في كلّ موضوع، اثنتان منها للباحثين واثنتان لفئة الباحثين الشّباب.

كما كشف المدير العامّ للمركز العربي للأبحاث ودراسة السّياسات أنّ المركز سينظّم في شهر تشرين الثاني / نوفمبر المقبل مؤتمرًا يجمع مراكز البحث العربيّة، وسيكون حدثًا سنويًّا مثله مثل مؤتمر العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، ويهدف إلى تنسيق الأجندات البحثيّة ووضع أجندات يستفيد منها صانع القرار العربيّ من أجل مساهمة مراكز البحث في التّنمية.

وأوضح الدّكتور بشارة في كلمةٍ ألقاها خلال مأدبة عشاء أقيمت ضمن الفعاليات الختاميّة للمؤتمر السّنوي الأوّل للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة على شرف المشاركين في المؤتمر، توجّهات المركز البحثيّة والأجندة الفكريّة التي يتبنّاها من أجل مشروعٍ نهضويّ عربيّ جديد، يتّسق مع التاريخ العربيّ الجديد الذي دشّن في عصر الثورات العربية.

وشدّد الدكتور عزمي بشارة على أنّ فكرة الجائزة العربية تهدف إلى خلق بيئة تنافسيّة بين الباحثين الشّباب الذين هم عماد المستقبل، وأنّ التركيز ليس على القيمة المادّية للجائزة، وإنّما هو محاولة تشجيعيّة تنافسيّة لجميع النّخب وبالتّحديد الباحثين الشّباب للإسهام من خلال أفكارهم وأبحاثهم في الإجابة عن أسئلة ومعضلات كانت وراء ركود العرب وتخلّفهم عن كثير من الأمم.

وعن مشروعات المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات، أكّد الدكتور عزمي بشارة أنّ التزام المركز بالمعايير البحثيّة والتحكيمية هو الأساس في مسألة اختيار الأبحاث الفائزة في الجائزة العربية التي ستكون حدثًا سنويًّا وستمنح أربع جوائز عن كلّ موضوع للباحثين والباحثين الشّباب. وأعلن عن تدشين مؤتمر سنويّ ثانٍ يجمع أبرز مراكز الأبحاث العربيّة في تشرين الثاني / نوفمبر من كلّ عام للبحث في السّياسات العامّة ووضع الأجندات أمام صنّاع القرار السّياسي للنّهوض بالمجتمعات العربية. ولفت إلى أنّ المركز العربيّ بصدد إصدار مجلّتين علميّتين، واحدة للعلوم الاجتماعيّة تسمّى "عمران" والثانية للعلوم الإنسانيّة وتسمّى "تبيّن"، كما أنّ المركز بصدد إصدار مجلّة علميّة ثالثة تعنى بالشّؤون السياسية وتشتمل على أوراق تقييم حالة وتقدير موقف وتحليل سياسات، وأنّ المركز مع حلول نهاية عام 2012 سيكون قد أصدر أكثر من 30 كتابًا إمّا لباحثين في المركز أو لباحثين عرب في إطار مشروع دار النّشر الأكاديميّة من ضمن أذرع المركز واهتماماته.

وأوضح الدكتور عزمي بشارة أنّ مشروع المعهد العالي للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة الذي يؤسّسه المركز وسيكون مقرّه الدوحة ويمنح درجتَي الماجستير والدكتوراه المعتمدة دوليًّا، سيرى النور قبل خمس سنوات من الآن، وسيركّز المعهد الجامعي على طرح مسابقات تُعنى بالعلوم الاجتماعيّة والاقتصاديّة والتّاريخ والفلسفة واللّسانيات ومختلف مجالات العلوم الإنسانيّة.

وعن الوضع العربي العامّ، لفت المفكّر العربي إلى أنّ العرب أضاعوا سنواتٍ كثيرةً في الماضي في مجال إعادة الاعتبار للعلوم الاجتماعيّة والإنسانية والتّرجمة، وهذا ما جعل العرب متأخّرين في الرّكب، وعزا هذا الانتكاس إلى جملةٍ من الأسباب الذاتيّة والموضوعيّة، إلا أنّه توقّع في عصر ما بعد ثورات العرب أن تتمّ نهضة عربيّة فكريّة شاملة، مشدّدًا على أن لا نهضة حضاريّة دون تطوّر العلوم الاجتماعية إلى جانب العلوم التطبيقية. وأكّد أنّ كثيرًا من العلماء والباحثين العرب الذين طواهم النّسيان والتّهميش من قبل الأنظمة السّابقة لا بدّ وأن يتمّ إعادة الاعتبار لهم على المستوى الشخصي وعلى مستوى إنتاجهم العلميّ.

وأكّد أنّ المجتمعات العربية لا تعاني أزمة سياسيّة أو اقتصاديّة أو اجتماعيّة أو ثقافيّة أو لغويّة منفردة بل مجموعة من الأزمات المتشابكة والتي لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، والتي تراكمت عبر عقودٍ سابقة ما يستدعي العمل وبشكلٍ جادّ في ظلّ المناخات المواتية الجديدة للدّفع باتّجاه نهضة عربيّة شاملة جديدة وفق أسس وأجندات واضحة تدفع نحو التقدّم والتطوّر في جميع المجالات وعلى جميع الصّعد.

وقال بشارة إنّ الثورات فتحت المجال لوضع أجندات عربية جادّة ترسم معالم المستقبل، وأكّد أنّ ما يحدث في الوطن العربي من تغيّرات متتابعة سواء من انتشار الثورات أو التقاطعات بين أنظمة الاستبداد العربية، أو حالة عدم الوضوح في الأنظمة الانتقاليّة في البلدان التي نجحت فيها الثورات لدليل مادّي على أنّ العرب أمّة واحدة لهم وجدان مشترك ومصير واحد بين الأمم، ودلّل في ذلك على أنّ الثورات في آسيا وأوروبا الشرقيّة لم تقد إلى نشوب ثوراتٍ ديمقراطية عربية، في حين أنّ دولة مثل تونس كان لها الفضل لتكون شرارة تحرّك موجة التّغيير في مصر لتنشب الثورات العربيّة في أكثر من بلد عربيّ.

وأشار إلى ضرورة وجود أجندة عربيّة لما بعد الثورات تحاول الإجابة وإيجاد الحلول لكلّ الأزمات التي ورثها العرب عن الأنظمة السابقة، وأنّ ذلك الدّور الكبير لا بدّ وأن يقع على عاتق النّخب المثقّفة والمفكّرين والأكاديميّين وأنّ هذا النّوع من المهمّات الكبرى هو واجب من أجل إعادة نهضة العرب وأخذ دورهم بين الأمم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق