2013-02-22

هذا أخي ... شعر: ياسر الششتاوي


هذا أخي
إهداء إلى ذوي الاحتياجات الخاصة
*********
إن الــحــيـــــاة تــــــوزّع الأدوارا
لتكـــن بهـــا سنـــداً يعين مضارا
هــــذا أخـي فقـدَ الذي عنـدي فلا
أنســـاه مهـــمــــا أسرج الأفــكارا
جـزء ٌ مـن العقـل الـذي نزهـو به
مــنــه هــوى فـيـعـوّق المـشـوارا
يـحـتـاج مـنـي أن أسـاعــده وأن
أسعى لـمــطـــلــبــه ولا أتــوارى
مــاذا جـنــى حـتـى أزجّ وجـوده
بيــن الخـــريف وأصنـع الأسوارا
مــاذا جنـى حتـى يكـون ضـحيـة ً
أو أن يــذوق تــبـاعـداً وحـصـارا
أحــدو لــــه كـــل اهـتـمــام ٍ إنه
فـــي أمـــره قـــد يجهـل الأسرارا
قـد كـان يمكـن أن أكـون مكـانـه
مــن وسـعـه أن يــمـنــع الأقــدارا
هــذا أخــي أحـنـو عـليـه دائـمـا
فـأرى حـصـاد تـوجـهــي أقمـارا
قـد يفـقـد الإنسـان عضـواً ربما
لــكــنـه لــن يفــقــد الأنــصــــارا
مـازال فـينـا تسكـن الخيرات مـا
دام الــزمـــان يـواصــل الإبـحـارا
مــن ديننــا نــروي تحـركـنا إلى
أسمــى الفعــال وننـقـــذ الأنــوارا
هذا أخي أهديه ضوء مشاعري
بمــحـبـــة ٍ لا تعــــرف الإدبــــارا
إن التفـاعــل بـيـنـنـا هــو محورٌ
لعـــلاقـــــةٍ تـستــقـطب الإبهـــارا
مـــن أجـلــه أسعى لكي تحلو له
تلــك الـحـيـاة ويـــطــرد الأكــدارا
هــو مثلنا أو ربمـــا فــي نقــطة ٍ
يغـــدو ذكــيـاً يــذهـــل الإصـــرارا
كــم مثـــله قــد حقق الغايات من
عيــن الــتـفــرد يجــذب الإكــبـارا
هـــذا أخــي جــزءٌ مهـــمٌّ بيـنــنا
ووجـــوده لـــن يعـــرف الإنـكـارا
إن الشهــامـة فــي العناية بالـذي
يحــتــاج مــنــي شــعـلة ً ومسارا
ترسو السعادة فـي حياتي عندما
أعطــي ســـوايَ وأمنـح الأزهـارا
شعر : ياسر الششتاوي

2013-02-20

نعمة أرق ... قصة بقلم : ياسر الششتاوي


أكاد أن أنفجر، النوم يعصاني،كأنني عدوه،والليالي كأنها سكاكين تذبح سكينتي المرتجاة ، فلا يحط طيـر النعاس على أشجار عينـي،فتظل تناديه وتنـاديه ،وهو يمتطي غيابه عن حنجرتها المـؤرّقة من جمرة الهواجس المتقدة في أعماقي ، ماذا أفعل كي أفوز بالنوم في تلك الليلة ؟! ما بالي في تلك الفترة لم أعد كما كنتُ ؟! كنتُ فيما مضى أنام كما ينام طفل بسهولة ويسر،كأنني والنوم صديقان ، أو كأنه أمي لا يتخلى عني حتي يسلمني لأحضان الشخير !! هل فقدتُ طفولتي ؟! ومتى ؟ ومن أجل من ؟! يا ويحي...... ألا أملّ من مواجهة طواحين الأسئلة ؟! تلك الأسئلة التي تتجمع مع بعضها البعض مكونة وحشاً يقف على باب حجرة نومي، يمنع أقدام النوم من الدخول إليّ !!
أكره الفشل ،لذا تجدني دائما متوتراً ، وأدقـق في عملي إلي درجـة الوسوسة ، ولا يرضيني ما وصلـتُ إليه ،كلما أصل إلى قمة أشتهي قمة أخري تحط عليها أجنحة طموحي ،حتى في منامي عندما يكرمني النوم ببعض ساعات أسرقه منه !! أحلم أننـي أعمل وأعمل ، وأنجح وأنجح،بل والأغـرب من ذلك أنني وقعتُ في العديد من المشاكل في عملي، وعنـدما أنام أجد حلاً لها، فأقوم مسرعاً أسجل الفكرة قبل أن تسرقها دوامة اليقظة منـي !! أنام ، وكيف أنام ؟؟ كرهت الضغوط المزمنة،بعد أن أبنـي وأجمع المال ،وأصبح مشهوراً، ولي مكانة في المجتمع ،ماذا سيفيد ذلك كله ؟!
سأمـوت ، ويذهب كل شيء لغيري ، هذه حكمـة الحياة ،لا بل هذه خدعة الحياة ، الموت أكثـر ما يشغلني ، ويحتل المساحة الأوسع من تفكيري ،وأكثر ما يؤرقني،فكم من ليلة أشعر أن عزرائيل قادم نحوي ليأخذ روحـي وأظل أنتظر ، وأنتظر ، لم يبق بينه وبيني إلا القليل ، مائة متر ، خمسون متر ،عشرون متر ،ها هو يقتـرب ، أكاد أراه ، ثم يختفي ليعود بعد قليل ، فهل الموت يلاعبني ؟ أخاف لو أنني متُ أن أدخل النار ، فذنوبي جبال تلد جبالاً فوق كاهلي ، وأشعر أنني لن أموت إلا وأنا نائم ، لذا أحياناً أخاف من النوم، كأنه عفريت !! .... أكاد أن أنفجر ،أين المنوم ؟ كم حذرنـي الطبيب من كثـرة تنـاول المنومات والمهدئات التي تغتال سويّتي الجسدية ، نفضتُ الغطاء عني ،وقمتُ لأحتمي بقرص من منومي حتي تنفض عني أفاعـي الأرق ، أمسكـتُ بشريط الحبوب ،ولكنـه كان قد وصل إلى آخره ليلة أمس ،كيف لم أحضر شريطاً جديـداً ؟!الجـو بارد وعلـيّ أن أختار إما محاولة اصطياد النوم ، وقد أفشل وقد أنجـح ،وإما الخروج إلي أول الشارع حيث الصيدلية ، رجعتُ إلى سريري علي أمل ، لا أدري ما الذي قـذف بذهني في ذكرياتي العاطفية ،وما تخللها من فشل جعلني حتي الآن غير قادر على تكوين أسرة ، فقد طلقتُ زوجتي منذ أشهر، ولا أنيس ولا جليس سوى الحيطـان ، وليت الأمر كما يقولـون بأن الحيطان لها آذان لتسمعني ،  لو أنني متُ مثلاً ، من سيعرف بموتي؟ من سيدفنني ؟ هل سأكون كالذين أسمـع عنهم ؟ هل سأظل هكذا في شقتي هذه حتى تتعفن جثـتي ؟ ويعرفـوك من رائحتـك يا صاحب البرفانات ؟ !! يا رب أنقذني من دماغي ،يا رب أنقذني من دماغي ، نفضتُ الغطاء ،وقررت أن أخرج ،فلعنة البرودة ولا لعنة الهواجس .
أكاد أن أنفجر ،الشارع الغـارق في تاريخه يبصـر البرد يقتات من رعشتي ،فجسمي كثـير الأعطال لذا أحرص ألا يصيبه أذىً من حر أو برد ، وهذه الأيام كأن البـرد يحتلها ، ويمنعها من أن تلتقي بأي درجة الحرارة ، معظم الشارع قد نام إلا بعض الشباب الذين لا يفت البـرد في عظامهم ، مع أنني لم أذهب عن الشباب بعيـداً ،لكننـي مصاب بالروماتيزم في عظامي،لذا أخاف من البرد،وأختفي منه دائما ، وصلت إلى الصيدلية ، وعند دخـولي من بابها رأيتُ أحد جيراني يضع في جيبه شريط فياجرا ،تعجبتُ من ذلك ، فهو لم يتـزوج حتى الآن ؟ فكيف يستعملها ؟ إن بعض الظن إثم ،هكذا قلتُ لنفسي قبل أن أطلب شريط المنوم من الفتاة الحسناء التي تقف في الصيدلية ، يبـدو أنها جديدة في الصيدلية ، فلم أشاهدها من قبل ، بعـدما خرجتُ لمتُ نفسي كثيراً أنني لم أطل معها في الكـلام بأي حجة ، سأفعل ذلك في المرات القادمة ، فربما ..... ربما ....
بعد أن انثنيتُ لحضـن شارعي ، تغير سمته فجأة ،رأيت الكثير من الناس يتجمعون حول العمارة التي تسكـن بها شقتي ،لم يخطـر في بالي أن كل هـذا الجمع هو من أجلـي ومن أجل شقتي، أسرعـتُ  الخطى ، فربما حدث مكروه لأحـد في العمارة أو هناك مريض ما يأخذونه إلى المستشفى ، ولكننـي كلما اقترب أرى دخاناً عن بعد ، أسرعتُ أكثر وأكثر ،حتى رأيت الدخان يخرج من شباكي ، يا إلهي من الذي فعلها بي ؟ وكالبرق وصلتُ إلى الجمع الحـاشد ، فإذ بهم يمنعوني من الصعود إلى أعلى فالنار أصبحـت كالغول ،وهنا أتتْ المطافي،بعدما أصبحتْ الشقة في عداد الأموات ،من الذي فعلها بي؟ أخبرني بعض الناس أنهم سمعوا صوت انفجار شديد ، وأكد البعض أن أنبوبة البوتاجاز قد انفجرتْ داخل الشقة ،وكـأن ما كان يلاحقني من أرق كـان سفينة النجاة التي أنقذتنـي من طوفـان الحريق الذي أغرق الشقة ، فحمدتُ الله على ما أصابني من أرق جعلني أخرج في الوقت المناسب ، وأيقنتُ بأن ما نظنه مصيبة أو عناء قد يكون أعظم نعمة ، جلستُ في ركن وحدي ، فجاءني أحد الشيوخ الذين يقفون في الجمع الحاشد يواسيني، ويدعوني إلى الصـبر ، وكان في ملامح هذا الشيخ بعض ملامح مدرس لي في المرحلة الابتـدائية ،وكـان معجباً جداً بقصة سيدنا إسماعيل مع أبيـه ،وكان يحكيها لنا دائما إلى درجة أنني حفظتها، فأخرجـتُ تلك القصة بصـوته من جبعـة الذاكـرة، ورأيتـها على مرآة اللحـظة التي عبّقها هذا الشيخ بكـلامه الفواح ، ودخلني إحساسٌ ما أن الله فداني بانفجار الأنبوبة كما فدى إسماعيل بكبشه !!

قصة بقلم : ياسر الششتاوي

                                             

2013-02-12

ابتسامة قديمة ... قصة بقلم : ياسر الششتاوي

لم أجد عمـلاً، يناسب مؤهلي ، فلم أجلس رهين البيت ، فلدي أحلام تؤرقني ،كلما أنجز شيئاً أرنو لما بعده ،وأحس بأن طموحي هو طوق نجاتي ، لا بد أن أتعب وأنا في غمرة شبابي حتى أستـريح بعد ذلك ، وإن كنت أظن أن أمثالي لا يريحهم إلا التعب والاجتـهاد ، فأنا لا أستطيع الاقتناع بالقليل ، والكثيـر بعيد لا أستطيع الحصول عليه إلا بوفرة المكابدة ،وقد يتحقق أو لا يتحقق،فربما يكون الحظ بطل حياتي ، وربما يكون غير ما أود ، لكنني لا أستطيع أن أغيرني،أو أن أغير أحلامي رغم ما يسبب لي تدفقها الذي يحتل تفكيري من أحزان عندما أجد الواقع يحاربها، أو عندما تتعثر في طرقات الزمن .
عملتُ مندوب مبيعات ،وكان هذا أول عمل أخوضه بعد تخرجي رغم ما في هذه المهنة من صعوبات وإجهاد ،لم أتعود عليها إلا بعد فتـرة ، حينها أدركتُ أن الحياة ليست بالبساطة والسهولة التي ترسمها أحلام اليقظة التي طالما غرقت فيها .
في كل يوم أحمل حقيبتي ،وبها ما قد أبيعه من بضاعة،أجوب شوارع القاهرة ، أشاهد السيارات الفارهة ومظاهر البذخ في الأكل والملبس ، أحس بشيء من المرارة ، وأحس أن الأغنـياء من طينة أخرى غير طينتنا معشر الفقراء .
أسائل أحلامي :
هل سأكـون في يوم مثل هؤلاء البشر ؟! هل سأصبـح غنياً ؟؟ هل سيكون عندي سيارة وشركات وموظفين وأطيان ؟ آه مني آه .
لا أملك إلا أن أبتسم من نفسي، وما تأخذني إليه من خيالات .
في شوارع القاهرة التي تعـودت أن أبيع فيها ، كانت هناك فيلا يبدو أنها مهجورة ، أو أن من بها قد سافروا،وكان لهذه الفيلا حديقة رائعة ، يوجد بها أشجار المانجو بارتفاعات كبيرة ، تجعل فروعها تطل في الشارع ، وعند مروري بجـوار سور الفيلا ،وقعت ثمرة من ثمرات المانجو فوق رأسي،أمسكت بها كانت تامة النضج،لم أتناولها، تذكرت أنها ليست ملكي،ولا تحل لي،قذفتُ بها إلي داخل الحديقة، ومضيت .
وبعد عشرين عاماً كنت أنا داخل الفيلا ، وفي إحـدي الشرفات كنت واقفاً مع زوجتـي ، فرأيت شاباً يمشي بجـوار السور ،فوقعت على رأسه ثمرة من ثمرات المانجو ، أمسك بها ، كانت تامة النضج ، لم يتناولها ، قذف بها إلى داخل الحديقة ، فهب كلبي من نومه يصيح ، فابتسمتُ ابتسامة قديمة .
                              قصة بقلم : ياسر الششتاوي






2013-02-02

"لقاء الأربعاء" وقطافُ الموسم الرَّابع

صدر عن عن مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان كتابُ "لقاء الأربعاء – القِطافُ الرَّابع"، ويضمُّ مجملَ وقائع صالون ناجي نعمان الأدبيّ الثَّقافيّ في موسم عامَي 2011-2012، من مِثل محاضرات الضُّيوف، وكلماتٍ في هؤلاء، ومداخلاتٍ من الحضور، وصُوَر.
يقعُ الكتابُ في 112 صفحة من الحجم الوسط، وفيه محاضراتٌ من الضُّيوف المُكَرَّمين الآتين: الدُّكتور عمر الطَّبَّاع، وتكلَّمَت عليه سلوى الخليل الأمين؛ البروفسُّور مُنيف موسى، وفيه كلماتٌ من كلٍّ من الأديبة ابتهاج صالح والقاضي الياس عيد؛ الدُّكتور إميل كَبا، وعنه كتبَ كلٌّ من الأب كميل مبارك والأديب فريديريك نجَيم والقاضي داني شرابيّه؛ والفنَّان التَّشكيليّ حسن جوني، وقدَّمه كلٌّ من الشَّاعر محمَّد علي شمس الدِّين الَّذي شرح لوحةَ "المدينة الغريقة" التي تُزيِّنُ الكتاب، والرِّوائيّ جورج شامي، والأديب عصام كمال السّيوفي؛ الأديب جورج مغامس، وأتته كلماتٌ من كلٍّ من الدّكاترة عبده لبكي وعصام حوراني وأمين ألبرت الرِّيحاني، كما من الشَّاعرَين رفيق غانم وأنطوان رعد؛ الشَّاعر نعيم تلحوق، وشهدَ له كلٌّ من الشَّاعرة مَها بيرقدار الخال والدُّكتور مطانيوس الحلبي والأديبة لطيفة الحاج قدَيح والفنَّان التَّشكيليّ عصام خير الله.
هذا، وألقى الدُّكتور ميشال كعدي في جميع المُحتَفى بهم كلمةَ دار نعمان للثَّقافة ومؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان، فيما سلَّم ناجي نعمان ضُيوفَه شهادة التَّكريم والاستِضافة قبلَ الانتقال إلى توزيعٍ مجَّانيٍّ لكتب الدَّار والمؤسَّسة.

إلهي ...شعر – عبد الواحد جاد الرزيقي


إلهـي  
 
 
إلهـي ياعـظيـمُ ويا جليـلُ
قليـلُ رضاكَ فيضٌ لا يـزولُ
 
أخا الإيمانِ حُـبُّك في ارتقاءٍ
وفي هذا إلى المُولى الوصولُ
 
فنـادِ اللهَ في سعـةٍ وكـربٍ
تهونُ بنا _ من الفرجِ _ الحُمُولُ
 
إلهـي غرّني أجلي وصُـنعي
ومالي غيـر رُحمـاك كفيـلُ
 
سألتكَ بالتضرعِ فاعفُ عنّـي
ومنكَ العفـو يطلبـهُ الذليـلُ
 
تقبّـل يا إلهي..أجبْ رجـائي
فمن أُ رضي سواكم يا وكيـلُ
 
من الدنيـا أجرني يا مـلاذي
فليس يروم زُخرفَها عَـقُـولُ
 
إلهـي رُدَّنـي عـنّـها لعلّـي
عـن الأوزارِ أبـداً أسْـتقيـلُ
 
وتُـبْ ربّي على عبدٍ ضعـيفٍ
أتـاكَ على ملامحِـهِ المثـولُ
 
وخُـذْ نهجي أيا غِـرّاً فهـذا
عـطـاءُ اللهِ بـاقٍ لا يـزولُ
 
فالبغُفْـرانِ قد أُدْخِـلْتَ درباً
من الأنْـوار ليـس لهُ مثيـلُ
 
فلولا العفو ما نالـتْ أُنـاسٌ
نعيمَ اللهِ .. وانْقطعَ السبيـلُ
 
فمهما أنْـفقتْ يُمناكَ خيْـراً
تنلْ ذا البرَّ إنْ شاءَ الجليـلُ
 
فللرحمـنِ سبّحْ في ابْـتهالٍ
فربُّـكَ عالـمٌ عـدلٌ كفيـلُ
 
على المختارِ صلّي..ذي صلاةٌ
بها يُـرجى من اللهِ القَـبُولُ■
 
شعر – عبد الواحد جاد الرزيقي

رئيس نادي أدب ساحل سليم - مصر