2013-09-08

حظر تجول ... شعر : ياسر الششتاوي



                                 حظر تجول
                             ــــــــــــــــــــــ
وجاء زوجتي المخاض
دون إنذار ٍ
بليلة ٍ كأنها الظنونْ
سيولد ابني
من تجذر السنينْ
سيولد الذي انتظرت وجهه
على شواطئ الحنينْ
الساعة الآن
تعدت أكثر الليل
هناك يرتدي
حظر التجول الذي قيل
ثيابه اللعينْ
مهما يكن
سأخرج الآن بزوجتي
إلى بيت طبيب ٍ
عله ينقذ الجنينْ
سيارتي
راحت تواجه الطريق
والطريق صامتٌ
كأنه سجينْ
لا ناسَ
تؤنس اتجاهي
وغراب الخوف
يسكن العمارات
وما من نَفَس ٍ
يرى الهواءُ
أين من بصوتهم
كم يفخرونْ ؟؟!
أسرعُ
زوجتي تعاني
وتعاني
وكأنني أنا الذي يعاني
بي توترٌ مبينْ
أسرعُ
إذ بي
قد وصلتُ
ذلك الكمينْ
أوقفني الضابط
شاهراً سلاحه
على الجبينْ
من أنتَ
يا شخص
ومن تلك التي تبكي
ولا يتركها الأنينْ
هات لنا البطاقة الشخصية التي
بها تثبت من تكونْ
أخرجتها له
وقلت عن ظروفي
لم يبال
سار خطوة ً
إلى قائده السمينْ
بعد كلام ٍ معه
أرجعني
من حيث جئت
صحت في وجوههم
بدأت زوجتي تنزف
والدماء أغرقتْ مناي
والوجود في وجودي
لا يبينْ
عد
وإلا......
عدتُ
حينما وصلت منزلي
توفت زوجتي
على سلالم الأسى
ولم يبق معي
سوى الجنونْ
ابني مضى
ولم يشاهد وطناً
صار فريسة الذين
في الغرور يسكنونْ
وزوجتي ماتت
وكانت للذين
صوّغوا الحظر
تغني
وأنا كنت محادياً
أخاصم السياسة التي
بالكره تستعينْ
يا أيها القمع
أتبني وطناً أحسن
فوق جسم بعضنا
وفي السجونْ
يا وطني
ما ضل في الطريق
إلا من يخونْ

                         شعر : ياسر الششتاوي

2013-09-04

أنثى من النور ... شعر : ياسر الششتاوي



                       أنثى من النور
                      ـــــــــــــــــــــــــ
وجهها جنة ٌ
من ربيع الصفاءْ
تبسم الشمس
حين تراها
ويحسدها الكبرياءْ
هي أنثى
من النور
والنور يغرقها
بصهيل احتفاءْ
حينما أومأت لي
بموج الغرام بخافقها
قد شعرت وكأني
نبيٌّ من الأنبياءْ
أيها الحب
كن زورقي
في بحار الحياة
وكن قارئاً
لشعوري
بعين اصطفاءْ
إنني شاعر ٌ
رأس مالي
فؤادي
وما يحتوي
من ضياءْ
* * *
قد تفوق تكوينك العبقري
على شطحات خيالي
لها قد سبقتِ
بكل حنان ٍ
وكل حياءْ
كم ملاك ٍ يغذي
معالم روحك
حتى تصيري بهذا النقاءْ ؟!!
هكذا أنتِ
أسطورة الوجد
في داخلي
وعواصم أجنحتي
حين تسألني
أبجدية هذا الفضاءْ
من أكون
إذا لم أحبك ؟!!
لو لم أحبك
ما ولدتْ في يد القلب
أي سماءْ
نحوها
يسبح النبض
حتى يذوق لباب الوفاءْ
فلها شاطئٌ
من رحيق ابتسام ٍ
على صدره
لا تخوض المشاعر
شبر انطفاءْ
كم سعدت
بأنك لي
واحترمتُ جميع النساءْ
قدوة ٌ أنت
في الفعل
أو في الكلام
ولا تفقدين ضلال الذكاءْ
بك أنجو
من الكبت
والصمت
والعيش دون ارتواءْ
نهرك الفذ يمنحني
ماء صفوي
فتياً
فتياً
وما شاب فيكِ العطاءْ
أيها العمر
لا تسرع الخطو
نحو ولوج انتهاءْ
كيف أترك
هذا النعيم
بظل التي بين فطرتها
ما أشاءْ ؟!!
طفلة ٌ من صنيع البراءة
حتى النخاع
وأخلاقها للدواء دواءْ
هي حظي
وكم أشكر الحظ
حين بها لحياتي أضاءْ

                           شعر : ياسر الششتاوي