2012-03-05

جائزة الشيخ زايد تعلن أسماء الفائزين

فازت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو " بجائزة شخصية العام الثقافية في الدورة السادسة 2011 – 2012 من " جائزة الشيخ زايد للكتاب " .. وذلك تقديرا للدور الثقافي الذي نهضت به في تشجيع الحوار وفهم الآخر مع المحافظة على التنوع الثقافي والتعدد اللغوي.

أُعلن عن ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجائزة اليوم الاثنين في أبوظبي، بحضور سعادة محمد خلف المزروعي عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عضو مجلس أمناء الجائزة، وسعادة جمعة القبيسي عضو مجلس أمناء الجائزة، والدكتور علي بن تميم أمين عام الجائزة، وعدد من مسؤولي الهيئة والإعلاميين.

وفاز بجائزة " المؤلف الشاب " الكاتبة التونسية ليلى العبيدي عن كتابها " الفكة في الإسلام " لما يمثله من دراسة تحليلية جادة للفكاهة في الإسلام وفي الموروث العربي الإسلامي .. فيما فاز بجائزة " فرع أدب الطفل " الشاعر والكاتب اللبناني عبده وازن من لبنان عن روايته " الفتى الذي أبصر لون الهواء" .

وفي فرع الفنون فاز كتاب " الفن والغرابة " للباحث الدكتور شاكر عبد الحميد من مصر .. بينما فاز في فرع الترجمة الدكتور أبو يعرب المرزوقي من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل " أفكار ممهدة لعلم الظاهريات الخالص وللفلسفة الظاهراتية ".

ولأول مرة ومنذ تأسيس الجائزة تم منح جائزة " أفضل تقنية في المجال الثقافي " إلى " مدينة كتاب باجو " وهي مدينة تأسست في عام 1989 ضمن رؤية شاملة لوضع حجر الأساس للمعرفة والمعلوماتية اللتين تلعبان دورا رئيسا في التنمية الوطنية .

وبالنسبة لفرع النشر والتوزيع فقد قرر " مجلس أمناء الجائزة " منح جائزته لدار النشر " بريل " لدورها التاريخي في تحقيق المخطوطات العربية ودراسة التراث العربي وترجمتها إلى اللاتينية وإلى اللغات الأوروبية الحية واستخدمت " المطبعة الحديثة " في طباعة الكتب العربية منذ عام 1683 قبل العرب وصدر عنها أشهر المراجع والموسوعات عن الأدب العربي والإسلام.

وقرر مجلس أمناء الجائزة حجب الجائزة في فرعي " الآداب " و" التنمية وبناء الدولة ".

ويحصل الفائز بلقب " شخصية العام الثقافية " على جائزة قدرها مليون درهم إضافة إلى " ميدالية ذهبية " تحمل شعار " جائزة الشيخ زايد للكتاب " وشهادة تقدير.. بينما يحصل الفائزون في الفروع الأخرى على /750/ ألف درهم إلى " ميدالية ذهبية " تحمل شعار الجائزة إضافة إلى شهادة تقدير.

وقد ألقى سعادة جمعة القبيسي عضو مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب، كلمة في المؤتمر الصحفي لإعلان أسماء قال فيها:

أيها الأخوة والأخوات الحضور
طاب يومكم، وأهلا بكم...
"الكتاب هو وعاءُ العلم، والحضارة، والثقافة، والمعرفة، والآداب، والفنون، وإنَّ الأمم لا تقاس بثرواتها المادية وحدها، وإنما تقاس بأصالتها الحضارية، والكتابُ هو أساس هذه الأصالة، والعامل الرئيس على تأكيدها".
بهذه الكلمات الخالدة، عبَّر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، باني هذا الوطن، وباعث نهضته، عن اهتمام بالغ بالكتاب باعتباره الركيزة الأساسية لقيام حضارة الأمم وقدرتها على الأخذ بأسباب التقدُّم.
وإيماناً منه - رحمه الله - بأن الإنسان المتعلِّم هو القادر وحده على صنع المستقبل، وتقديراً لمكانة الراحل الكبير، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودوره الرائد في الوحدة والتنمية وبناء الدولة، وفي تشكيل وجدان إنسان الإمارات، روحياً وثقافياً وعلمياً، أُنشئت جائزة الشيخ زايد للكتاب تخليداً لاسمه، وعرفاناً بما قدَّمه في حياته خدمةً للثقافة الإنسانية.
وكان صاحب السُّمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، يحفظه الله، قد أكَّد في كلمته بمناسبة إطلاق الجائزة قائلاً: "انطلاقاً من تلك الرؤية السديدة للراحل الكبير، وتقديراً لمكانته ودوره الرائد في الوحدة والتنمية، وإيمانا منّا بمنهج وفكر ومواقف الشيخ زايد - رحمه الله - نعلنُ عن إنشاء هذه الجائزة، سائلين المولى العلي القدير أن تكون هذه الجائزة نبراساً للمضي قدماً على خطى الشيخ زايد رحمه الله، وأن تؤدِّي الأهداف التي وضعت من أجلها". وعن الهدف من تأسيس هذه الجائزة قال: "إن هذه الجائزة تهدف إلى تشجيع المبدعين والمفكِّرين في مجالات المعرفة، والفنون، والثقافة العربية والإنسانية، وتكريم الشَّخصية الأكثر عطاءً وإبداعاً وتأثيراً في حركة الثقافة العربية، بالإضافة إلى المساهمة في تشجيع الحركة الثقافية والإبداعية من خلال الكتاب؛ تأليفاً، ونشراً، وترجمة، وتوزيعاً".
أيها الأخوة والأخوات
في كل عام يتجدَّد اللقاء حيث الإبداع والتميُّز والعطاء الخلاق؛ ففي السنوات الماضية قطعت مشروعات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة خطوات فاعلة على صعيد التنمية الثقافية، ومنها مشروع "جائزة الشيخ زايد للكتاب"؛ الجائزة التي أصبحت اسماً راسخاً في العالم إلى جانب نظيراتها من الجوائز العربية والعالمية.
لقد شارك في الدورات الخمس الماضية، بالإضافة إلى الدورة الحالية، وهي السادسة، نحو أربعة آلاف وأربعمائة وست وثلاثين مشاركة في مختلف فروع الجائزة، وفاز منها تسعة وعشرون كتاباً في فروع أدب الطفل، والمؤلِّف الشاب، والترجمة، والفنون، والتنمية وبناء الدولة، كما فازت ست شخصيات بين طبيعية واعتبارية في فرع "شخصية العام الثقافية" من مختلف دول العالم، وكذلك فازت أربعة دور نشر عربية وعالمية في فرع جائزة النشر والتوزيع، بينما تم منح جائزة أفضل تقنية لمرة واحدة فقط في هذه الدورة.
ومع دورة العام 2011/ 2012، خطت الجائزة خطوات طيبة على صعيد إعادة تشكيل "مجلس الأمناء" برئاسة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، وكذلك إعادة تشكيل "الهيئة العلمية"، و"لجان التحكيم"، و"لجنة الفرز والقراءة"، فضلاً عن تسمية أمين عام الجائزة أخي الدكتور علي بن تميم.
إن تكاثف الجهود الإدارية والعلمية في خلال الشهور الماضية أثمر عن اختيار صفوة من المبدعين العرب والعالميين لنيل الجائزة بحسب فروعها، وسواء كانوا أفراداً أم مؤسسات، ولعلَّ الجائزة خطت خطوة جادَّة أخرى في هذه الدورة، وذلك عندما امتدَّ عطاؤها إلى حواضر ثقافية أخرى، مثل: كوريا، وهولندا، وفرنسا، بحثاً عن كل ما هو مُبدع وخلاق في العالم المعاصر، وعن كل ما من شأنه الاحتفاء بالكتابة والكتاب، وبالثقافة والمثقَّفين.
أتقدَّم بالتهنئة إلى كل الفائزين بفروع جائزة الشيخ زايد للكتاب في هذه الدورة، أفراداً أو مؤسسات، وأتمنى لهم التوفيق بالمزيد من الإبداع والتميز على طريق الخير والعطاء...

وفي كلمة له قال الدكتور علي بن تميم، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب:
السيدات والسادة ممثلي وسائل الإعلام..
أيها الأخوة والأخوات جميعاً..
أسعد الله نهاركم،
نشكر لكم حضوركم في هذا اللقاء الذي نُعلُن من خلاله أسماء الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، والتي تشكّل واحدة من المناسبات الكثيرة التي نستذكر فيها السيرة العطرة للراحل الكبير، المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي كان الكتاب يحتلُّ موقعاً أثيراً في فكره ونفسه إدراكاً منه أن الأمم لا تنهض بغير الثقافة والمعرفة اللتين يشكِّل الكتاب أحد أوسع أبوابهما.
نستذكر الراحل الكبير ونحن نعلن أسماء الفائزين بالجائزة التي تحمل اسمه، شاكرين الله لاستمرار أمانته الحضاريّة تلك التي حافظ عليها ومكَّن لاستمرارها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، والفريق أول سمو الشيخ محمَّد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وهنا نستذكر ما قاله صاحب السمو رئيس الدولة (حفظه الله): "بفضل رؤية مؤسِّس هذا البلد؛ والدنا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)، نجحت دولتنا في بلورة رؤية عصرية فريدة تستجيب في الوقت ذاته للمعطيات والمستجدّات الإقليمية والدولية، وتحرص على سدِّ الثُّغرة الحضارية، والمعرفية، والاقتصادية، والثقافية بيننا، ومن سبقونا في هذا المجال".
أودُّ، وقبل إعلان الأسماء، إيراد بعض الوقائع الأساسية التي تعكس تطوُّر عمل الجائزة في هذه الدورة:
فما إن أعلنت الجائزة عن فتح باب الترشح لهذه الدورة، وهي السادسة، في شهر أيار/ مايو 2011، حتى أخذت تتلقَّى المزيد من المشاركات في كل فروعها المعلنة. وفي النهاية وصل عدد المشاركات إلى 560 مشاركة جاءتنا من 27 بلداً عربياً وأجنبياً.
وبإزاء هذا الكم الكبير من المشاركات، بدأ استقبال هذه الأعمال من خلال "لجنة الفرز والقراءة" أولاً والتي عقدت سبعة اجتماعات متواصلة لقراءة المشاركات وترشيحها إلى "لجنة المحكِّمين" بغية فحصها وفق معاييرَ مدروسة اعتمدتها الجائزة من حيث التخصُّص المعرفي، ومستوى عرض المادَّة المدروسة، ومدى الالتزام بمنهجية التحليل والتركيب المتبعة فيها، وجماليات اللغة والأسلوب، وكفاية وشمول ومعاصَرة وأهمية وموثوقية المصادر والمراجع العربية والأجنبية، والأمانة العلمية في الاقتباس والتوثيق، والأصالة والابتكار في اختيار الموضوع، والتصدِّي له بحثاً ودراسة، ومن ثمَّ مراجعات "الهيئة العلمية" في الجائرة التي شرعت بتقييم ما تضمَّنته تقارير لجان التحكيم، وصولاً إلى "مجلس الأمناء" حيث التقييم النهائي، وإصدار القرار بمنج الجائزة في مختلف فروعها.
إنها رحلة البحث عن التميُّز، والأصالة، والابتكار، والجدَّة، والموضوعية، واللغة السليمة، والأمانة العلمية، والمخيال الخلاق، والروح الإبداعية الأصيلة، ناهيك عن قيم التسامح، والمحبة، والسلام، والتعايش الحر في كل ما تقدَّم إلينا من أعمال مُشاركة، وفي كل ما نظرت فيه الجائزة من مشاريع ثقافية عربية وعالمية تستحق التقدير والتكريم والاحتفاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق