ستـعتـذرُ الجـراحُ إلى الجـريـحِ
كـما اعتذرَ الصليبُ إلى المسيحِ
وطنطنةُ الكلامِ عَن الضحايا
كباقاتِ الزهورِ على ضريحِ
أتكفي خطبةُ "ابن أبيهِ" عُذرا
عن الطعناتِ في السِّبْطِ الذبيحِ؟**
غناؤك لا النسورُعلى جبالي
ولا خَفْقُ النسائمِ في سُفوحي*
متى علَّلتَ بالكلماتِ كَلْمَى؟
وما جدوى القريحةِ للقريحِ؟
أَمَنْ يمشي على حرفٍ فصيحٍ
كَمَنْ يمشي على جرحٍ فصيحِ؟*
أتبسطُ عُذْرَ "هارونٍ" لـ "موسى"
وعِجْلُ "السامريِّ" إليك يُوحِي ؟
كَذِبْتُمْ في المجازرِ لا مجازٌ
ولا تجميلَ للوجهِ القبيحِ
أعذريون في الخُطَبِ البغايا
إباحيونَ في الموتِ الصريحِ ؟
صدى يلد الصدى والصوت خاو
كضربِ عصا على طبلٍ صفيحِ
ألم تطلقْ ضِباعَ الأرض فينا
وتبسم عن فم الفَتْكِ المُريحِ
كدأبِكَ لا يقودُ خُطاكَ إلا
أفاعي السمِّ تجارُ الفحيحِ
طهاةُ الوهمِ، خَبَّازو الخطايا
سُقاةُ الجهلِ ،حجَّابُ الوضوحِ
وأقطابُ السياسةِ ، في الدنايا
وأربابُ النخاسةِ ، في القبيحِ
صيارفةُ الوصايا في الصبايا
إذا احتاجَ النِّكاحُ إلى نَصيحِ
ندامى كلِّ دينارٍ ، وسيفٍ
سماسرةُ الإباحةِ ، للمُبيحِ
فلا تلبسْ عباءةَ ذي قروحٍ
ضلالُك في عباءةِ "ذي القروحِ
قصائدُ مادِحِيكَ أشدُّ جُرمًا
فـ "قفازُ "الجريمةِ" في المديحِ
كدأبِكَ لا المهابُ ولا المُرجّى
كناطورِ الحقولِ بغيرِ رُوْحِ
ألم تَنقضْ عهودَكَ نَقْضَ غَزْلٍ
كـ "بيتِ العنكبوتِ" كـ "قَبْضِ ريحِ"؟
إذا كنت "ابن عمرانٍ" لماذا
نرى فرعونَ مِنْ خلفِ المسوحِ
تُلفِّقُ عِلَّةً في كلِّ فِعْلٍ
ولاعلات في الفعلِ الصحيحِ
متى شعَّ الظلاميون نورًا
وَ هُمْ قِطَعٌ مِنَ الليلِ الفسيحِ؟
متى تابوا عن الإسرافِ كرهًا
لأعمارٍ مِنَ الحبِّ الشحيحِ
لقد أغرقتَ شَعْبَكَ دونَ "نُوْحٍ"
وأحرقتَ السفينةَ يا"بنَ نُوْحِ
* طبل صفيح عنوان لإحدى أشهر روايات الكاتب الألماني
"جونتر جراس "الحاصل على جائزة نوبل في الأدب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق