مصر ودول حوض النيل ......... صدام أم وفاق
فى إطار دعم العلاقات مع دول شعوب القارة الأفريقية الذى كان دائماً وأبداً فى صدارة اهتمام صانعى قرار السياسة الخارجية المصرية على مر العصور وإن اختلفت درجة هذا الاهتمام مع اختلاف الظروف الداخلية أو الخارجية المحيطة بمصر فإن الاهتمام بشئون القارة الأفريقية كان دائماً وفى كافة المجالات .
ولقد أقامت مصر العديد من المشروعات فى دول حوض النيل ولا سيما دولة أثيوبيا وذلك بخلاف إيفاد الخبراء الفنيين والقوافل الطبية طوال السنوات الماضية .
كما أن التغيير المتوقع حدوثه خلال الفترة القادمة فيما يتعلق بسياسات التعامل مع دول القارة الأفريقية سوف ينصب بالأساس على نشاط المجتمع المدنى والذى لم يكن متواجداً خلال الفترة السابقة فلم يكن هناك اتصالات بين ممثلى مؤسسات المجتمع المدني فى مصر مع نظرائهم فى الدول الأفريقية بصفة عامة ودول حوض النيل بصفة خاصة .
وخلال الثلاثين عاماً الماضية وهي فترة حكم الرئيس السابق كان هناك سوء فهم وسوء تقدير موقف كل طرف لمواقف الأطراف الأخرى ، وكانت هناك نظرة تشكك حيث يظن كل طرف بأن الطرف الأخر يريد الإضرار به .
ومن ثم فإن الاتصالات والتشاور المستمر على المستوى الرئاسى بين مصر وزعماء القارة السمراء ولاسيما قادة دول حوض النيل خلال الفترة المقبلة سوف يخلق قاعدة لبناء الثقة المتبادلة والتى ستساعد على تحقيق الانفراجة المنشودة لحل الأزمات المثارة وخاصة التواجد الاسرائيلي بقوة في دول حوض النيل وهو التخوف المصري المستتر . علاوة على ذلك أهمية الزيارات التي قام بها المسئولين المصريين خاصة بعد ثورة 25 يناير وزياراتهم المرتقبة لكل دول القارة الأفريقية وخاصة دول حوض النيل مثل أثيوبيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية والتي سيكون لها بالطبع مردود إيجابى فى تقريب وجهات النظر والتفاهم وإيجاد قاعدة مشتركة نبنى عليها المزيد من الثقة المتبادلة والمساهمة فى إيجاد حل توافقى لأزمة مياه النيل يرضى عنها الجميع لأن الاتصالات والزيارات على المستويات الرئاسية والتشاور المباشر بين الحكام والقادة الأفارقة يساعد على إحداث فهم أكثر لمواقف كل طرف تجاه الآخر
ومن المعروف أن هناك قناة اتصال وتنسيق مع الوفود الشعبية والتى تعد مسألة هامة فى دعم الاتصال حيث يتم مدها بالمعلومات اللازمة – كما حدث مع الوفد الذى زار أوغندا أخيراً والذى التقى بالدكتور نبيل العربى وزير الخارجية - آنذاك - قبل جولته لأوغندا وذلك لإطلاعهم على أخر تطورات الأمور وتزويدهم بما يريدونه من إيضاحات
مما سيؤدي في النهاية إلي تفعيل الدور المصرى فى القارة الأفريقية فى المستقبل القريب وانقشاع أى غيوم عن سماء العلاقات المصرية مع دول القارة السمراء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق